الجمعة، 9 أكتوبر 2015

محاضرات في جغرافية العالم القديم لطلبة المرحلة الثانية - قسم التاريخ (د.محمد الموسوي)

قارة افريقيا
    الموقع الجغرافي:
     تنفرد قارة أفريقيا بموقعها المتوسط بين قارات العالم أخرى، فهي تمتد بين دائرتي عرض 37 درجة شمالا و35 درجة جنوباً وبين خطي طول 17 درجة غرباً و51 درجة شرقاً تقريباً ـ
     وتعتبر ثاني قارات العالم من حيت المساحة بعد آسيا ـ فمساحتها نحو 31 مليون كم2 يحدها من الغرب المحيط الاطلسي ومن الشمال البحر المتوسط ومن الشرق المحيط الهندي والبحر الأحمر ، وهي ترتبط بآسيا عن طريق برزخ السويس الذي تخترقه قناة السويس وتقترب من قارة أوروبا في شمالها ويفصلها عنها مضيق جبل طارق ومضيق تونس وصقلية
الخصائص الجغرافية للقارة:
        تتميز قارة أفريقيا بعدة خصائص منها:
1- تعتبر أفريقيا بوجه عام هضبة عالية متسعة .
2- اقتراب المرتفعات من أطرافها وسواحلها و تترك را سا ساحلياً ضيقاً يتسع عند دالات بعض انهارها
 3- يوجد في وسطها بعض الهضاب العالية مثل هضبة البحيرات التي ينبع منها نهر النيل وكذلك توجد بعض الأحواض المنخفضة كمنخفض نهر الكونغو ومنخفض بحيرة تشاد
4- الجنادل والشلالات قرب مصبات معظم أنهارها مما يعرقل الملاحة ويجعل الاتصال صعباً بين داخل القارة وسواحلها .
5- ارتفاع شرق وجنوب القارة عن الغرب والشمال مما كان له الأثر في انخفاض درجة الحرارة وغزارة الأمطار وغنى الحياة النباتية في نصفها الجنوبي.
6- تغطي الصحراء الكبرى معظم الأجزاء الشمالية من القارة بينما توجد صحراء كلهاري قرب الساحل الغربي في النصف الجنوبي .
 7- سواحل القارة قليلة التعاريج ضيقة بعضها رملي أو مرجاني مما لا يسمح بقيام الموانئ الطبيعية الكبيرة .
8- توجد سواحل ساحلية متسعة بالقارة وذلك لعمق مياه البحر ، وعدم إمكان وجود دالات في بعض المناطق المحمية كما في دلتا النيجر ودلتا الزمبيزي .
9-تتميز بمرور خط استواء في وسطها تقريباً ، لذلك فأكثرها يقع بين المدارين، مما اكسبها درجة حرارة عالية أغلب السنة .
مظاهر السطح
      تمثل أفريقيا بوجه عام هضبة عظيمة المساحة متوسطة الارتفاع تشرف على السهول الساحلية في أغلب الاحيان أو على أحواض منخفضة أحياناً أخرى ، وحتى الانهار التي تمثل طرقاً طبيعية نحو الداخل لم تكن سهلة لكثرة ما تعترضها من جنادل وشلالات فكتوريا وينتشر على هذه الهضبة عدد من الجبال التي يتراوح ارتفاعها ما بين 6000 -3000 متر منها جبال أطلس وتبستي ودارفور وكلمنجارو ونتيجة لما تعرضت له القارة من عوامل تعرية وعوامل باطنية يمكن تقسيم سطحها إلى:
  الهضاب
 1- الهضبة الشمالية : وهي أعظم هضاب أفريقيا اتساعاً وأقلها ارتفاعاً ـ متوسط ارتفاعها 700 متر ، تمتد من المحيط الاطلسي غرباً إلى البحر الاحمر شرقاً وتشمل معظم الصحراء الكبرى وتمثل جبال البحر الاحمر  حوافها الشرقية والجبل الاخضر وجبل نفوسه ، وجبال أطلس البحرية حوافها الشمالية ، وتتخللها العديد من الجبال مثل :جبال تبستي ، ودارفور، والاحجار ، وتاسيلي ، بالاضافة إلى العديد من المنخفضات مثل منخفض فزان ، والكفرة ،وشط الجريد وغيرها كما يجرى بها العديد من الانهار مثل نهر النيجر ونهر الكونغو ونهر الزمبيزي ونهر النيل الذي يعتبر من أطول أنهار العالم 6700 كم.
 2- هضبة الحبشة:  وهي أعلى هضاب أفريقيا ومتوسط ارتفاعها 2400متر فوق مستوى سطح البحر تمتاز بالقمم العالية ، والوديان العميقة ، تنحدر بشدة نحو الشرق وتدريجياً نحو الشمال والغرب حيث توجد منابع نهر النيل الازرق.
 3- هضبة البحيرات الاستوائية : تقع في شرق القارة ، متوسط ارتفاعها 1500 متر فوق مستوى سطح البحر ، تتخللها بعض القمم المرتفعة مثل جبال كلمنجارو كما ينتشر على سطحها عدد من البحيرات أهمها بحيرة فكتوريا التي ينبع منها نهر النيل الابيض .
 4- الهضبة الجنوبية  : تمتد من خط عرض 10 جنوباً إلى جنوب القارة ، متوسط ارتفاعها 1000متر فوق مستوى سطح البحر ، تعرف حافتها الجنوبية بجبال الكارو التي تنحدر نحو المحيط الهندي ، أما حافتها الجنوبية الشرقية فتعرف بجبال درا كنزبيرج , وينحدر من هذه الهضبة عدد من الانهار بعضها يتجه نحو المحيط الهندي مثل نهر الزمبيزي ,وبعضها الاخر نحو المحيط اأطلسي مثل نهر أورانج الزمبيزي ـ
ثانيا-الجبال
1- جبال أطلس : وهي عبارة عن سلاسل من الجبال، تمتد من الغرب إلى الشرق, تعرف السلسلة الشمالية بجبال أطلس البحرية , أما السلسلة الجنوبية فتسمى بأطلس الصحراء وتقع بينهما هضبة متوسطة الارتفاع تعرف بهضبة الشطوط تكثر بها البحيرات الملحية وتنحدر منها بعض الانهار تصب في المحيط الاطلسي مثل نهر سيبو وأم الربيع والبعض الاخر يصب في البحر المتوسط مثل أنهار ملوية ومجردة والشليف .
2 - جبال شرق القارة : تمتد من الشمال إلى الجنوب على طول ساحل البحر الاحمر و تنحدر بشدة نحو البحر، وتدريجياً نحو الداخل ، يخترقها عدد من الاودية مثل : وادي قنا والعاقي وطرفة وهي تنحدر نحو الغرب ووادي عربة وكريم نحو الشرق .
3- الجبال المنتشرة في وسط القارة: أهمها جبال تبستي التي تغطي مساحة من الارض ، وتنحدر بشدة نحو الجنوب ، وتدريجياً نحو الشمال وجبال الاحجار التي يصل ارتفاعها إلى 3000متر، وتقطعها العديد من الاودية أهمها  وادي غرغر الذي يصب في شط الجريد، وكذلك جبال دارفور من الشرق إلى الغرب مسافة 50كم ، ومن الشمال إلى الجنوب 110كم، و تنحدر منها العديد من الاودية مثل وادي هوروكور وأزومو، أما مرتفعات كردفان فأعلاها جبال نوبا التي يصل ارتفاعها إلى 1500 متر ، ويخترقها عدد من أغوار تنحدر معظمها نحو الجنوب .
4-جبال جنوب القارة: أما جبال جنوب القارة فأهمها جبال درا كنزبيرج التي يصل أقصى ارتفاع لها عند منطقة ناتال.
ثالثا- السهول
    من خلال دراسة مظاهر السطح السابقة يتضح أن صفة الهضبة هي السمة المميزة أفريقيا، لذا فان سهولها الساحلية تبدو ضيقة وغير منتظمة ،وقد كونت الانهار الكبرى سهولا فيضيةً عريضة في أجزائها الدنيا ، وتعد دلتا نهر النيجر أكبر دلتاوات القارة تليها دلتا النيل، غير أن هناك بعض السهول الساحلية المتسعة وان كانت محدودة أبرزها سهل الجفارة وموزمبيق والصومال والسهول الساحلية لموريتانيا والسنغال. وما يميز الساحل الافريقي استقامته وقلة تعاريجه ، لذا فهي تعاني صعوبات كبيرة في إنشاء الموانئ الساحلية لعدم ملائمة الساحل لهذا الغرض
رابعا- أنهار أفريقيا
    يجري في أفريقيا عدد من الانهار المهمة ، مثل نهر النيل أطول أنهار العالم الذي ينحدر ً من الجنوب إلى الشمال أي من منابعه استوائية إلى مصبه في البحر المتوسط مارا بنطاق صحراوي شديد الجفاف ، ولولا تعدد منابعه الاستوائية وغزارة فيضانه السنوي لما استطاع أن يصل إلى البحر، ويليه في الاهمية نهر الكونغو الذي يجري في غرب أفريقيا الاستوائية  ثم نهر النيجر الذي ينحدر من جبال فوتا جالون ويصب في خليج الكونغو غانا, ثم نهر الزمبيزي الذي يصب في المحيط الهندي ويعتبر ثالث أنهار أفريقيا طولا بعد النيل والكونغو ، بالاضافة إلى ذلك يوجد في أفريقيا العديد من الانهار الاخرى مثل نهر اأورانج ولمبوبو في جنوب القارة وكذلك أنهار جوبا وشبيلي في القرن الافريقي.
ولهذه الانهار أهمية بالغة في الاقتصاد الافريقي تتمثل في ثلاثة مظاهر رئيسة هي :  الملاحة النهرية والري وتوليد الكهرباء ، فمن حيث الملاحة فقد لعبت دورا داخل القارة بسواحلها بالرغم من وجود بعض العوائق التي تعرقل النقل النهري ، وبالتالي تعوق التنمية الاقتصادية في القارة . أما استغلال مياه الأنهار في الري فله أهمية اقتصادية كبيرة في أفريقيا خاصة وأن أكثر من ثلث القارة صحراوي ولا تسقط به سوى كمية قليلة من المطر تقل عن 25 سنتيمتر ً في السنة ، وكذلك وقوع الجزء الاكبر من القارة بين المدارين مما يعرض جزءا ً كبيرا من المياه للتبخر والضياع ، لذا فان إقامة السدود والخزانات يعتبر أمرا وقت الفيضان لاستغالها في إقامة المشاريع الزراعية الكبرى وكذلك في توليد الطاقة الكهربائية لتعويض ما تعانيه القارة من نقص في مصادر الطاقة الاخرى كالفحم والنفط ً لذلك فقد بدأت مشروعات ضخمة لاستغلال مياه الانهار في معظم أجزائها ، وتنفيذ مشاريع اقتصادية مشتركة بين دول القارة.
  المناخ
اولا- :المناخ في فصل الصيف شهر يوليو:
     في هذا الفصل تتعامد الشمس على مدار السرطان أي على النصف الشمالي من القارة، مما يؤدي إلى ارتفاع شديد في درجة الحرارة على الصحراء الكبرى ، وتنخفض تدريجياً _كلما اتجهنا نحو الجنوب ، ويسود الضغط المنخفض على الصحراء الكبرى ، والضغط المرتفع على جنوب القارة مما يؤدي إلى :
أ-هبوب رياح شمالية شرقية جافة على شمال القارة .
ب-هبوب رياح جنوبية غربية على ساحل غانا تسبب سقوط أمطار غزيرة تقل كلما اتجهنا شمالا حتى تنعدم بعد خط عرض 18درجة شمالا .
ج-هبوب رياح جنوبية شرقية ممطرة على السواحل الجنوبية الشرقية للقارة.
 د-هبوب رياح عكسية شمالية غربية ممطرة على أقصى جنوب غرب القارة.
هــ - تتلاقى التيارات الهوائية القادمة من المحيطين ،الاطلسي والهندي ، فوق هضبة الحبشة. و- ينتج عنها سقوط أمطار غزيرة تتسبب في فيضان نهر النيل .
ثانياً: المناخ في فصل الشتاء شهر يناير
    في هذا الفصل تتعامد الشمس على مدار الجدي ،أي على النصف الجنوبي للقارة
مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحارة على نصف القارة الجنوبي ،وتنخفض على النصف الشمالي خاصة على جبال أطلس ، فيسود الضغط المنخفض في جنوب القارة ، ويتركز على شمالها ضغط مرتفع مما يؤدي :
 أ ـــ هبوب الرياح الشمالية الشرقية الجافة على شمال القارة.
ب ـــ هبوب الرياح الجنوبية الشرقية الممطرة على جنوب شرق القارة حيت تسقط أمطارها على الساحل الجنوبي الشرقي إفريقيا جنوب خط الاستواء وتقل كلما اتجهنا غرباً.
 جــ هبوب الرياح العكسية الغربية الممطرة على سواحل شمال القارة المطلة على البحر المتوسط الاقاليم المناخية والنباتية
   نتيجة لما سبق عرضه للمناخ في أفريقيا صيفاً وشتاءا ويمكن تقسيم القارة الى الاقاليم المناخية والنباتية التالية:  
1- إقليم إستوائي وشبه استوائي: يسود بين دائرتي عرض 8 درجات شمالا و8 درجات جنوباً ويتميز بحرارته الشديدة وغزارة أمطاره طول العام خصوصاً في فصلي الربيع والخريف ، ونتيجة لذلك تنمو به الغابات الكثيفة الضخمة المتشابكة والاغصان طويلة السيقان وعريضة الاوراق والنباتات الطفيلية المتسلقة ومن أهم أشجار الغابة الاستوائية المطاط ، الكاكاو ، نخيل الزيت ، الخيزران ، الماهوجني ، الابنوس ، الباوباب ،الموز وجوز الهند وغيرها من أنواع ذات القيمة الاقتصادية.
   يعيش في الغابة الزواحف والحشرات والحيوانات المتسلقة والطيور ،كما تعيش التماسيح وأفراس النهر في البحيرات الأنهار.
2- الاقليم المداري الداخلي السوداني : يقع على جانبي الغابة الاستوائية بين دائرتي عرض 8 درجات 18 درجة شمالا وجنوباً ، ويتميز بصيفه الحار الممطر وشتائه الجاف ، وتقل الحرارة كلما اتجهنا شمالا وجنوباً ، وتنمو به حشائش السافانا بأنواعها الطويلة والمتوسطة والقصيرة ،وذلك تبعاً لكمية المطر وتنمو بعض الاشجار التي تتحمل الجفاف ،مثل السنط والدوم ، كما تعيش فيه بعض قطعان الماشية، والغزلان ، والسباع ، والنمور ،والضباع ، والفيلة والزراف
 3- الاقليم الصحراوي : يمتد بين دائرتي عرض 18 درجة - 30 درجة شمالا وجنوباً ، ويتمثل في الصحراء الكبرى اكبر صحارى العالم اتساعاً، ثم صحراء كلهاري في الجنوب الغربي لقارة أفريقيا، وهو إقليم قاري شديد الحرارة صيفاً خاصة أثناء النهار وشديد البرودة شتاء الليل، نادر المطر ، نباتاته قصيرة متباعدة تتحايل على الجفاف بطرق عديدة .ومن أهم نباتاته أشجار النخيل والنباتات الشوكية والحلفاء.
4- إقليم البحر المتوسط: يقع بين دائرتي عرض 40 – 30 درجة شمالا وجنوباً ، ويسود على سواحل البحر المتوسط وفي أقصى جنوب غرب القارة ، ويتميز بارتفاع الحرارة والجفاف صيفاً والامطار والدفء ،وتنمو به الغابات والاشجار دائمة الخضرة مثل البلوط والبطوم والزيتون والنخيل شتاء والموالح والصنوبر والفلين وأرز.
5- الاقليم المعتدل الدافئ  الساحلي  : يتمثل هذا الاقليم في السواحل الجنوبية الشرقية للقارة جنوب مدار الجدي، ويتميز بأنه تنمو فيه غابات دائمة الخضرة مثل أشجار الكافور ً غزير المطر صيفاً دافئ ممطر شتاء والصفصاف ، وقد تحول معظم إقليم إلى مزارع واسعة لقصب السكر والارز والذرة .
6- الاقليم المعتدل الدافئ الداخلي  الاستبس : يقع إلى الغرب من الاقليم المعتدل الدفيء الساحلي وهو حار ممطر صيفاً حار جاف ، تنمو فيه حشائش الاستبس التي تخضر وتزهر في فصل المطر وتجف مع فصل ً شتاء الجفاف
7-الإقليم الموسمي : يتمثل في الوديان المنخفضة في هضبة الحبشة حيث تسود الحرارة طول العام والامطار الغزيرة في الصيف ، أما على المرتفعات فتنخفض الحرارة تدريجياً وتبعاً لذلك تتدرج الحياة النباتية بحسب الارتفاع ، ففي الوديان تنمو الغابات المدارية وعلى سفوحها المرتفعة تنمو الحشائش وأشجار الاقاليم المعتدلة .
 السكان
    يسكن قارة أفريقيا عدد من المجموعات البشرية ويتحدثون بلغات متعددة، منهم الاقزام الذين يعيشون في نطاق الغابات الاستوائية ثم البوشمن والهونتوت جنوب غرب القارة ، والزنوج في جنوب الصحراء الكبرى والقرن الافريقي ، والنيليون الحاميون في أعالي حوض النيل وهضبة شرق أفريقيا ثم القوقازيون  الحاميون والساميون القادمون من الجزيرة العربية في فترة متأخرة والذين يعيشون في شرق وشمال أفريقيا ومن بينهم ً ارتفاع العرب وقدر عدد السكان أفريقيا عام 1981 بحوالي 500 مليون نسمة ، ونظرا معدل الخصوبة بين سكان القارة وانخفاض معدل الوفيات الناتج عن التحسن النسبي في مستوى المعيشة وانتشار الوعي الصحي أدى إلى ارتفاع الزيادة الطبيعية في السكان3  % نسمة وبلغ عدد السكان عام 2012م حوالي مليار  ويتركز السكان على النحو التالي :
مناطق قليلة السكان وتتمثل في المناطق الصحراوية والمناطق الاستوائية وبعض المناطق الجبلية مثل جبال البحر الاحمر وهضبة الاحجار وتيبستي .
 مناطق كثيرة السكان وتتمثل في:-
 أ-السهول الفيضية الخصبة مثل سواحل نهر النيل – نهر النيجر – نهر الكونغو وغيرها.
ب-السهول الساحلية مثل سواحل البحر المتوسط وسواحل جنوب أفريقيا وسواحل المحيط الهندي وسواحل المحيط الاطلسي
 ج- مناطق مرتفعة الكثافة السكانية في بعض الدول بسبب اعتدال المناخ وارتفاع السطح مثل أوغندا وكينيا و تعتبر قارة أفريقيا شابة إذ ترتفع بين سكانها نسبة صغار السن ما دون 20 سنة وتنخفض فيها نسبة الكهول . والسكان في أفريقيا موزعون توزيعاً غير عادل وقد ترتفع الكثافة السكانية في منطقة وقد تكون متوسطة في أخرى ، وقد تنخفض أو تقل في بعض المناطق وذلك لعدة أسباب منها
1-اتساع الصحاري وقسوة الظروف المناخية .
2-انخفاض مستوى المعيشة وانتشار الامراض والاوبئة في بعض المناطق مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين السكان .
3- دور الاستعمار وما لعبته تجارة الرقيق التي سادت في فترة الاستعمار الاوربي للقارة.
 موارد الثروة الاقتصادية
     من الحقائق الاقتصادية المهمة في أفريقيا أن مواردها الطبيعة والبشرية لم تستغل استغلالا كاملا ،ومعظم سكانها مازالوا يعتمدون في حياتهم الاقتصادية على حرفتي الزراعة والرعي ،وقد انتشرت حرفة التعدين في بعض المناطق وان اقتصرت على الاستخراج والتصدير فقط كما في شمال القارة وجنوبها مما كان له الاثر الكبير في تطور الحياة الاجتماعية أما الصناعة فهي بسيطة ومحلية وتتركز في بعض المدن الرئيسية ، وفيما يلي عرض موجز أهم الموارد الاقتصادية في قارة أفريقيا.
  أولا: الموارد الزراعية : تسهم الزراعة في أفريقيا بحوالي40% من الناتج الاقتصادي وبحوالي60% من جملة صادرات القارة ويشتغل بها أكثر من 70%من جملة القوى المنتجة ومع ذلك فهي تستورد بعض المنتوجات الزراعية ،ومن أهم هذه المحاصيل :
1- الحبوب : ويأتي في مقدمتها القمح الذي تنتج منه القارة حوالي 2% من الانتاج العالمي وتتركز معظم زراعته في الاطراف الشمالية والجنوبية للقارة حيت المناخ الملائم إنتاجه ، يليه الشعير الذي ينتج معظمه في الوطن العربي الافريقي وتنتج القارة منه حوالي 3% من  الانتاج العالميً لتوفر الظروف الملائمة إنتاجه فمن المتوقع زيادة هذه النسبة ، اما الارز فان زراعته تتركز حول الانهار حيث تتوفر المياه ودرجة الحرارة ، وقد بلغ إنتاج القارة حوالي 2.5 % من إنتاج العالم ، ثم الذرة بنوعيها حيث تنتج القارة منها حوالي 9% من إنتاج العالم وتتركز زراعتها في وادي النيل ودلتاه .
2-الغلات النقدية : يأتي في مقدمتها زيت النخيل الذي تنتج منه القارة حوالي 8% من إنتاج العالم وتتركز معظم زراعته في نيجيريا وزائير، يليه في الاهمية الزيتون حيث تنتج القارة حوالي 15% من إنتاج العالم من زيت الزيتون ، وأشهر مناطق زراعته السواحل والمرتفعات الشمالية المطلة على البحر المتوسط ، أما الفول السوداني فتتركز زراعته في كل من نيجيريا وجنوب أفريقيا وحوض نهر النيل الاعلى وقد بلغ إنتاج القارة منه حوالي 27% من إنتاج العالم ، كذلك تنتج القارة القطن بنوعيه قصير وطويل التيلة وتتركز زراعته في حوض نهر النيل ودلتاه حيت توفرت المياه ودرجة الحرارة الملائمة إنتاجه وتسهم القارة بنسبة 10% من إنتاجه العالمي 90% منه في الوطن العربي . وتنتج قارة أفريقيا حوالي 69% من الكاكاو في العالم و28% من إنتاج البن العالمي وحوالي 5% من إنتاج التبغ العالمي كما تنتج القارة 75% من الصمغ العربي وكذلك من الموز والتمر الذي تنتشر زراعة أشجاره في الواحات وسواحل البحر المتوسط.
ثانياً: الموارد الغابية والحيوانية : تختلف باختلاف الظروف المناخية والاقاليم النباتية ، وبالرغم من المساحات الشاسعة التي تشغلها الغابات الا  أنها تساهم بنسبة قليلة في صناعة الاخشاب والمنتجات الاخرى التي تقوم عليها بسبب تخلف القارة اقتصادية وعلمياً ، وأهم موارد الغابات في أفريقيا المطاط حيث مازال يجمع من أشجاره البرية في كل من نيجيريا وغانا وبنين وساحل العاج ، وبالاضافة إلى أشجار الغابة الافريقية التي سبق الحديث عنها في الفقرة السابقة وهي نخيل الزيت والكاكاو والموز وأشجار الصمغ العربي ،تنمو في القارة أشجار أخشاب مثل الابنوس والساج والماهوجني . أما الثروة الحيوانية في أفريقيا فرغم اتساع المراعي بها خاصةً في إقليمي السافانا والاستبس فان هذه الثروة تعوزها الرعاية والاهتمام التي تتمثل في زراعة أنواع جيدة من الاعلاف وتوفير المياه في المناطق الرعوية ومقاومة الامراض والاوبئة التي تصيب الحيوانات وفي تحسين السلالات وأهم الحيوانات الابقار والجاموس حيث تربى في وادي النيل وجنوب أفريقيا والحبشة ، أما الاغنام والماعز فهي تربى في معظم أنحاء أفريقيا ، كما تنتشر الابل على أطراف الصحراء الافريقية حيث تعتبر سيدة الحيوانات دون منازع في تلك المناطق ، ولهذه الحيوانات أهمية كبيرة لدى الاسرة الافريقية للحصول على ألبانها ولحومها وجلودها وأصوافها وأوبارها بالاضافة إلى استخدام بعضها في النقل والمواصلات وبعض العمليات الزراعية . أما بالنسبة للثروة السمكية فهي قليلة في أفريقيا إذا ما قورنت بإنتاج القارات الاخرى حيث تتعدى 7% من إنتاج العالم ويرجع ذلك إلى ضيق الرصيف القاري باستثناء شمال غرب القارة وجنوبها وعدم وجود أساطيل صيد حديثة لها القدرة على التوغل في المحيطات ، و قلة إنتاج المياه العذبة الداخلية من الاسماك .
ثالثاًـ الموارد المعدنية ومصادر الطاقة : مما لا شك فيه أن أفريقيا أغني قارات العالم بالثروة المعدنية خصوصاً في نصفها الجنوبي .وأهم هذه المعادن : الذهب والماس ،الكوبلت ،الكروم ،النحاس، الفوسفات، المنجنيز، الحديد ،البوكسيت، الرصاص ،الفضة، اليورانيوم .

محاضرات في جغرافية العالم القديم لطلبة المرحلة الثانية- قسم التاريخ (د.محمد الموسوي)

قارة اوربا
الموقع الجغرافي:  
      تقع قارة أوروبا في نصف الكرة الشمالي بين دائرتي عرض 35 درجة ـــ 71 درجة شمالا وبين خطي طول 10 درجات غرباً ، 60 درجة شرقاً ، ويحدها المحيط الاطلسي غرباً ، وبحر قزوين وجبال أورال شرقاً ، والبحر المتوسط جنوباً، والمحيط المتجمد شمالا.
 أهمية الموقع:
      تتلخص أهمية موقع قارة أوروبا فيما يأتي :
1-إنها تحتل موقعاً متوسطاً بين العالم القديم والعالم الجديد .
2-تمتعها بسهولة الاتصال عن طريق البحار والمحيطات التي تشرف علىها.
3-تمتعها بسواحل طويلة بالنسبة لمساحتها ، وذلك لكثرة تعاريج هذه السواحل .
   تبلغ مساحة أوروبا حوالي 10 مليون كم2 أي ما يعادل 7% من مساحة اليابس ويصل عدد سكانها إلى أكثر من 738 مليون نسمة تقريباً.
مظاهر السطح :
   ينقسم  سطح اوربا إلى المظاهر التضاريسية الاتية:
اولا- المرتفعات الشمالية الغربية:
     تمتد على الجانب الغربي لشبه جزيرة اسكندناوه وتصل في ارتفاعها إلى 2000 متر وتنحدر بشدة نحو البحر وفي الغرب تتخللها مجموعة كبيرة من الخلجان العميقة المسماة بالفيوردات بينما تنحدر بالتدريج نحو بحر البلطيق في الشرق وتدخل ضمنها مرتفعات اسكتلندا في شمال الجزر البريطانية وهي أقل منها ارتفاعاً .
ثانياّ: المرتفعات الجنوبية:
  وهي مجموعة من السلاسل الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن 2000 متر وتمتد على طول جنوب القارة وفي أشباه الجزر الجنوبية وتختلف أسماؤها من منطقة أخرى وأشهرها جبال الالب في شمال ايطاليا والنمسا وابنين في وسطها والبرانس في اسبانيا وأغلب هذه السلاسل تتخللها الممرات الجبلية وأودية الانهار، وبذلك لم تعق حركة المواصلات بين السهول الواقعة على جانبها والسهول الشمالية وحوض البحر المتوسط جنوباً.
ثالثاً: السهول الشمالية:
       تشمل أغلب شمال أوروبا وتمتد إلى سواحل إلى جبال الاورال في المحيط الاطلسي في الغرب والشرق ويزيد اتساعها من الغرب إلى الشرق وتجري بها عدة أنهار مثل السين  ، واللوار، والجارون ، والفولجا وغيرها وأغلب أنهارها صالحة للملاحة لفترة طويلة من السنة مما يسهل حركة الموصلات بين هذه السهول ، كما تقع في هذه السهول أعظم مدن أوروبا حضارة وسكاناً.
رابعا-السهول الجنوبية :
     تمتد السهول الجنوبية على طول ساحل البحر المتوسط وتتميز بأنها تضيق في بعض  الاماكن وتتسعً  في مناطق اخرى اقتراب  نظرا لاقتراب الجبال أو بعدها عن البحر وأهمها سهل لمبارديا وسهل الدانوب وسهل ابرو وهي من المناطق الاقتصادية المهمة ً لوقوعها في الاقليم المعتدل الدافئ وحصولها على كمية مناسبة من المياه.
خامسا- الهضاب الوسطى : هي أرض متوسطة الارتفاع تظهر متفرقة بين مناطق السهول والمرتفعات مثل هضبة المزيتا في شبه جزيرة ايبيريا ، والهضبة الوسطى في فرنسا وهضبة بوهيميا في تشيكا وسلوفاكيا وهضبة رودوب في شبه جزيرة البلقان.
المناخ
 اولا- المناخ في فصل الصيف شهر يوليو : في هذا الفصل ترتفع درجة الحرارة في جنوب القارة وتقل كلما اتجهنا شمالا فتتكون منطقة ضغط مرتفع على حوض البحر المتوسط وهو امتداد للضغط المرتفع على المحيط الاطلسي ، أما على جنوب شرق القارة فيتكون ضغط منخفض مما يسبب هبوب الرياح ً على معظم أوروبا عدا الغربية العكسية الممطرة باتجاه وسط وشرق القارة فتسقط أمطارا جنوبها وتقل كلما اتجهنا شرقاً .
ثانياً- المناخ في فصل الشتاء شهر يناير   : في هذا الفصل يتميز وسط القارة بشدة البرودة فيتكون ضغط مرتفع على شرق القارة ووسطها ، أما منطقة البحر المتوسط فتصبح منطقة ضغط منخفض بسبب اعتدال الحرارة ودفء مياهه ، وبذلك تهب الرياح الغربية العكسية على المناطق الغربية والجنوبية ، أما شرق القارة ووسطها فيتعرضان إلى رياح باردة وثلوج .
الأقاليم المناخية والنباتية    
     هناك ارتباط كبير بين الاقاليم المناخية والنباتية في أوروبا وهذه الاقاليم هي :
1-الاقليم القطبي (التندرا:( لشدة البرودة تغطي الثلوج الارض معظم أيام السنة وهو يقع في أقصى شمال القارة وتسمح هذه الظروف بظهور نباتات التندرا أو الاعشاب القطبية في فصل الصيف القصير ، وتعيش حيوانات الرنة على هذه النباتات ويقوم السكان بصيد الحيوانات ذات الفراء والحيتان البحرية .
2- الاقليم البارد (إقليم الغابات المخروطية :( يقع هذا الاقليم جنوب الاقليم القطبي ويتميز بشتاء بارد ، أما في فصل الصيف فتسقط الامطار وتعتدل الحرارة نوعاً فتنمو في هذا الاقليم الاشجار ذات الاوراق الابرية المخروطية الشكل تتحمل برد الشتاء ، وتسمى الغابات المخروطية وتعد هذه الغابات المصدر الرئيس لأخشاب وهي لينة سهلة التصنيع . كما تتخلل هذه الغابات بعض الحشائش التي تعيش عليها الحيوانات ذات الفراء.
 3- الاقليم المعتدل البارد ( إقليم غرب أوروبا): يتمثل هذا الاقليم في غرب أوروبا ويتميز نسبياً بشتاء بارد كثير الغيوم وأمطار طول العام وتنمو في هذا الاقليم الغابات النفضية وهي غابات أشجارها كبيرة ذات أوراق عريضة تتساقط في فصل الشتاء وأهم أشجارها الزان والبلوط وتتخللها بعض الحشائش والاعشاب.
4-الاقليم القاري (إقليم شرق أوروبا  .( يتمثل في هذا الاقليم المناخ القاري حيث الفروق الحرارية الكبيرة فيطول فصل الشتاء الذي تنخفض فيه الحرارة دون الصفر ويتساقط الثلج ،أما فصل الصيف فقصير وهو فصل الانبات ويسقط المطر فيه بسبب الرياح العكسية وتنمو فيه الغابات النفضية والصنوبرية في الغرب بينما تنمو الحشائش في الشرق .
5- إقليم المناخ شبه الصحراوي : يقع في جنوب شرق القارة وشمال شرق البحر الاسود وشمال غرب بحر قزوين وهو امتداد للمناخ شبه الصحراوي في قارة آسيا ، وهو حار في فصل الصيف بارد في فصل الشتاء وتنمو فيه حشائش الاستبس .
6- إقليم البحر المتوسط : يشمل جنوب القارة حول سواحل أشباه الجزر الجنوبية وهو إقليم المطر الاعصاري الشتوي ويشتهر بشتائه المطير ، وصيفه الحار والجاف وتنمو فيه أشجار الفاكهة مثل التفاح والخوخ والكمثرى وغيرها.
  السكان
     بلغ عدد السكان في القارة 738 مليون نسمة ويتمثل توزيعهم على النحو التالي:-
1- مناطق كثيفة السكان وتتمثل في:- دول غرب أوروبا وجنوبها مثل بريطانيا – فرنسا- اسبانيا وايطاليا لوفرة المياه واعتدال المناخ.
 2- السهول الزراعية الخصبة بوسط أوروبا مثل السهل الاوربي وسهل لمبارديا شمال ايطاليا 3- مناطق متوسطة الكثافة وتتمثل في دول شرق أوروبا .
4- مناطق قليلة السكان وتتمثل في المناطق الشمالية بسبب البرودة الشديدة مثل دول فنلندا – النرويج والمناطق الجبلية الوعرة.
السكان موارد الثروة الاقتصادية:
 اولا-الموارد الزراعية : تعد الزارعة من الموارد الاساسية التي يعتمد عليها الاقتصاد الاوروبي وتتميز الزراعة بأنها كثيفة ، وتعتمد على الطرق الزراعية الحديثة من حيث استخدام الات الحديثة المتطورة  واتباع الدورات الزراعية وانتقاء البذور الجيدة ، واستعمال الاسمدة وغيرها  وهذه المحاصيل أهمها :
 أ- القمح : وهو مصدر أساسي لغذاء الانسان ، وقد ساعدت الظروف الطبيعية على انتشاره في معظم أجزاء القارة ويقدر إنتاج القارة منه حوالي 34.5% من إجمالي إنتاج العالم .
 ب - الشعير : يأتي في المرتبة الثانية بعد القمح ولكنه يستخدم كعلف على نطاق واسع ً واسعاً في القارة وتتركز بوجه خاص في إقليم وسط أوروبا وغربها .
 ج - الذرة : تنتشر في السواحل الشمالية الغربية لشبه جزيرة ايبيريا وجنوب شرق القارة وتبلغ المساحة المزروعة 8% من المساحة المزروعة بالذرة في العالم وقد بلغ الانتاج السنوي 14% من إنتاج العالم وتستخدم في إنتاج الزيت النباتي وعلف الماشية ـ
 د-الارز : لا تقل أهميته عن أهمية القمح كغداء رئيسي لمعظم شعوب العالم ويحتاج الارز إلى مياه وفيرة ودرجات حرارة عالية ، وعليه فان زراعته تنحصر في مناطق محدودة في القارة مثل الاقليم الجنوبي المطل على البحر المتوسط ويصل إنتاج القارة 0.3 % من إنتاج العالم.
هـ - البنجر : وهو من النباتات التي تحتاج إلى المناخ المعتدل البارد وتعتبر أوروبا أولى  قارات العالم في زراعته ، ويزرع في غرب القارة ووسطها وشرق وشمال البحر الاسود  إلى جانب المحاصيل السابقة تنتج القارة الحمضيات والموالح والكروم والخضراوات والبطاطس والبرقوق والزيتون في المناطق المطلة على البحر المتوسط .
ثانياً- الثروة الحيوانية والسمكية :
1- الثروة الحيوانية : الثروة الحيوانية مورداً اقتصادياً للقارة وأهم أنواع الثروة الحيوانية هي:-
  أ - الابقار : تتوفر مراعي الابقار في مناطق مختلفة من القارة وخاصة فرنسا وغرب أوروبا . وتنقسم هذه المراعي إلى مراع مفتوحة ومراع مغلقة ويصل مجموع الابقار إلى حوالي 134 مليون رأس ، وأن انتشار مرض جنون البقر في التسعينيات سبب مشكلة اقتصادية كبيرة لهذه القارة وتسعى غالبية دول العالم إلى إجراء الدراسات العلمية لمكافحة هذا المرض والقضاء عليه . ب - الاغنام : توجد في معظم أجزاء القارة عدا المناطق الشمالية القطبية وتستخدم الاساليب العلمية الحديثة للعناية بالاغنام وتربيتها وتحسين إنتاجها حيث توجد أنواع من الاغنام ذات خصائص اقتصادية فمنها ما يربى من أجل لحومها ومنها ما يربى من أجل أصوافها وقد وصل عدد أغنام القارة الي حوالي 168.5 مليون رأس .
2- الثروة السمكية :تعد مصدرا  مهماً للغذاء ، ولهذا وفرت لها العديد من الامكانات التي تعتمد على أساليب التقنية الحديثة نظرا  لتوفر المصايد  في  شواطىء القارة  خاصة الشواطئ الشمالية الغربية وسواحل البحر المتوسط لتوفر المياه الدافئة وكثرة الخلجان وقد  وصلت نسبة إنتاج القارة إلى حوالي 17 % من الانتاج العالمي .
ثالثاً- الثروة الغابية : بحكم موقع قارة أوروبا في المنطقة المعتدلة الشمالية وكثرة أمطارها فان الغطاء النباتي الطبيعي المنتشر على سطحها كثيف ومتنوع وتشغل الغابات نسبة 37% من مساحة القارة ومعظمها تتركز في المناطق الاساسية المهمة في اقتصاد القارة اعتماد كثير من الصناعات والانشطة الاقتصادية على الاخشاب ، وتنقسم الغابات إلى نوعين:-
  أ - الغابات المخروطية الشمالية : وهي تغطي مساحة حوالي 21.9% من إجمالي الغابات المخروطية الموجودة في العالم وهي أشجار الصنوبر والسرو والارز وغيرها.
 ب – الغابات النفضية : أخشابها أكثر صلابة وتشغل مساحة تقدر بحوالي 16.2% من إجمالي المساحة المشغولة بالغابات النفضية في العالم ومنها الزان ، البلوط ، وغيرهما.
 رابعا- الموارد المعدنية : أن القارة تحتوي على معادن مهمة ولكنها غير كافية لمتطلبات الصناعة المزدهرة , ومصادر الطاقة و أهم هذه المعادن بالقارة:
  أ- الحديد : يعتبر الحديد من المعادن المهمة في قارة أوروبا لدخوله في معظم الصناعات ااستراتيجية وكذلك لرخص ثمنه مقارنة بغيره من المعادن ، وتوجد خامات الحديد في مناجم فرنسا في منطقة اللورين ومناجم السويد وألمانيا وشرق بريطانيا ، كما توجد في شمال البحر المتوسط ويبلغ إنتاج القارة حوالي 35% من إجمالي الانتاج العالمي.
ب - النحاس : يوجد هذا المعدن في جنوب وشمال شبه جزيرة ايبيريا وشرق فرنسا ومناجم ً لحاجة الصناعة إلى منطقة الاورال وشمال شبه جزيرة البلقان وتنتج حوالي 2% ونظرا هذا المعدن يتم استيراده من الخارج .
جـ - البكسيت (خامات الامنيوم): يوجد في جنوب فرنسا والمناطق المتاخمة للبحر الادرياتي (ايطاليا وصربيا وكرواتيا والبوسنة وألبانيا ومنطقة جبال أورال )، وتنتج القارة حوالي 17% من إنتاج العالم .
 د- النفط : تنتشر حقول النفط في القارة في بحر الشمال وجبال الاورال ومنطقة القوقاز نتاجها من خامات النفط قليل إذا ما قورن بإنتاج النفط العربي وتعتمد احتياجاتها على النفط من الوطن العربي حيث يصدر إليها ما لا يقل عن 75% من النفط العالمي من دول الوطن العربي .ويعد من مصادر الثروة المهمة في القارة وهو مصدر للطاقة .
هـ ـ الفحم : يعتبر الفحم مصدرا وينتشر في بريطانيا وألمانيا  وشمال شرق فرنسا وتنتج القارة حوالي 25% من إنتاج العالم ، أما الاحتياطي فيصل إلى حوالي 11% من إجمالي الاحتياطي العالمي .