قارة افريقيا
الموقع الجغرافي:
تنفرد
قارة أفريقيا بموقعها المتوسط بين قارات العالم أخرى، فهي تمتد بين دائرتي عرض 37 درجة
شمالا و35 درجة جنوباً وبين خطي طول 17 درجة غرباً و51 درجة شرقاً تقريباً ـ
وتعتبر ثاني قارات العالم من حيت المساحة بعد
آسيا ـ فمساحتها نحو 31
مليون كم2 يحدها من الغرب المحيط الاطلسي
ومن الشمال البحر المتوسط ومن الشرق المحيط الهندي والبحر الأحمر ، وهي ترتبط
بآسيا عن طريق برزخ السويس الذي تخترقه قناة السويس وتقترب من قارة أوروبا في
شمالها ويفصلها عنها مضيق جبل طارق ومضيق تونس وصقلية
الخصائص
الجغرافية للقارة:
تتميز قارة أفريقيا
بعدة خصائص منها:
1- تعتبر أفريقيا بوجه عام هضبة عالية
متسعة
.
2- اقتراب المرتفعات من أطرافها
وسواحلها و تترك را سا ساحلياً ضيقاً يتسع عند دالات بعض انهارها
3- يوجد في وسطها بعض الهضاب العالية
مثل هضبة البحيرات التي ينبع منها نهر النيل وكذلك توجد بعض الأحواض المنخفضة
كمنخفض نهر الكونغو ومنخفض بحيرة تشاد
4- الجنادل
والشلالات قرب مصبات معظم أنهارها مما يعرقل الملاحة ويجعل الاتصال صعباً بين داخل
القارة وسواحلها .
5-
ارتفاع شرق وجنوب القارة عن الغرب والشمال مما كان له الأثر في انخفاض درجة
الحرارة وغزارة الأمطار وغنى الحياة النباتية في نصفها الجنوبي.
6-
تغطي الصحراء الكبرى معظم الأجزاء الشمالية من القارة بينما توجد صحراء كلهاري قرب
الساحل الغربي في النصف الجنوبي .
7- سواحل القارة قليلة التعاريج ضيقة بعضها رملي
أو مرجاني مما لا يسمح بقيام الموانئ الطبيعية الكبيرة .
8-
توجد سواحل ساحلية متسعة بالقارة وذلك لعمق مياه البحر ، وعدم إمكان وجود دالات في
بعض المناطق المحمية كما في دلتا النيجر ودلتا الزمبيزي .
9-تتميز
بمرور خط استواء في وسطها تقريباً ، لذلك فأكثرها يقع بين المدارين، مما
اكسبها درجة حرارة عالية أغلب السنة .
مظاهر
السطح
تمثل أفريقيا بوجه عام
هضبة عظيمة المساحة متوسطة الارتفاع تشرف على السهول الساحلية في أغلب الاحيان أو على أحواض
منخفضة أحياناً أخرى ، وحتى الانهار التي تمثل طرقاً طبيعية نحو الداخل لم تكن
سهلة لكثرة ما تعترضها من جنادل وشلالات فكتوريا وينتشر على هذه الهضبة عدد من
الجبال التي يتراوح ارتفاعها ما بين 6000 -3000 متر منها جبال أطلس وتبستي ودارفور
وكلمنجارو ونتيجة لما تعرضت له القارة من عوامل تعرية وعوامل باطنية يمكن تقسيم
سطحها إلى:
الهضاب
1- الهضبة الشمالية : وهي
أعظم هضاب أفريقيا اتساعاً وأقلها ارتفاعاً ـ متوسط ارتفاعها 700 متر ، تمتد من
المحيط الاطلسي غرباً إلى البحر الاحمر شرقاً وتشمل معظم الصحراء الكبرى وتمثل
جبال البحر الاحمر حوافها الشرقية والجبل الاخضر
وجبل نفوسه ، وجبال أطلس البحرية حوافها الشمالية ، وتتخللها العديد من الجبال مثل
:جبال تبستي ، ودارفور، والاحجار ، وتاسيلي ، بالاضافة إلى العديد من المنخفضات
مثل منخفض فزان ، والكفرة ،وشط الجريد وغيرها كما يجرى بها العديد من الانهار مثل
نهر النيجر ونهر الكونغو ونهر الزمبيزي ونهر النيل الذي يعتبر من أطول أنهار
العالم 6700 كم.
2- هضبة الحبشة: وهي أعلى هضاب أفريقيا ومتوسط
ارتفاعها 2400متر فوق مستوى سطح البحر تمتاز بالقمم العالية ، والوديان العميقة ،
تنحدر بشدة نحو الشرق وتدريجياً نحو الشمال والغرب حيث توجد منابع نهر النيل الازرق.
3- هضبة البحيرات الاستوائية : تقع
في شرق القارة ، متوسط ارتفاعها 1500 متر فوق مستوى سطح البحر ، تتخللها بعض القمم
المرتفعة مثل جبال كلمنجارو كما ينتشر على سطحها عدد من البحيرات أهمها بحيرة
فكتوريا التي ينبع منها نهر النيل الابيض .
4- الهضبة الجنوبية
: تمتد
من خط عرض 10 جنوباً إلى جنوب القارة ، متوسط ارتفاعها 1000متر فوق مستوى سطح
البحر ، تعرف حافتها الجنوبية بجبال الكارو التي تنحدر نحو المحيط الهندي ، أما
حافتها الجنوبية الشرقية فتعرف بجبال درا كنزبيرج , وينحدر من هذه الهضبة عدد من الانهار
بعضها يتجه نحو المحيط الهندي مثل نهر الزمبيزي ,وبعضها الاخر نحو المحيط اأطلسي
مثل نهر أورانج الزمبيزي ـ
ثانيا-الجبال
1-
جبال أطلس : وهي
عبارة عن سلاسل من الجبال، تمتد من الغرب إلى الشرق, تعرف السلسلة الشمالية بجبال
أطلس البحرية , أما
السلسلة الجنوبية فتسمى بأطلس الصحراء وتقع بينهما هضبة متوسطة الارتفاع تعرف
بهضبة الشطوط تكثر بها البحيرات الملحية وتنحدر منها بعض الانهار تصب في المحيط الاطلسي
مثل نهر سيبو وأم الربيع والبعض الاخر يصب في البحر المتوسط مثل أنهار ملوية
ومجردة والشليف .
2
- جبال شرق القارة :
تمتد من الشمال إلى الجنوب على طول ساحل البحر الاحمر و تنحدر بشدة نحو
البحر، وتدريجياً نحو الداخل ، يخترقها عدد من الاودية مثل : وادي قنا والعاقي
وطرفة وهي تنحدر نحو الغرب ووادي عربة وكريم نحو الشرق .
3-
الجبال المنتشرة في وسط القارة: أهمها جبال تبستي التي تغطي مساحة
من الارض ، وتنحدر بشدة نحو الجنوب ، وتدريجياً نحو الشمال وجبال الاحجار التي يصل
ارتفاعها إلى 3000متر، وتقطعها العديد من الاودية أهمها وادي غرغر الذي يصب في شط الجريد، وكذلك جبال
دارفور من الشرق إلى الغرب مسافة 50كم ، ومن الشمال إلى الجنوب 110كم، و تنحدر
منها العديد من الاودية مثل وادي هوروكور وأزومو، أما مرتفعات كردفان فأعلاها جبال
نوبا التي يصل ارتفاعها إلى 1500 متر ، ويخترقها عدد من أغوار تنحدر معظمها نحو
الجنوب .
4-جبال
جنوب القارة:
أما جبال جنوب القارة فأهمها جبال درا كنزبيرج التي
يصل أقصى ارتفاع لها عند منطقة ناتال.
ثالثا-
السهول
من خلال
دراسة مظاهر السطح السابقة يتضح أن صفة الهضبة هي السمة المميزة أفريقيا، لذا فان
سهولها الساحلية تبدو ضيقة وغير منتظمة ،وقد كونت الانهار الكبرى سهولا فيضيةً
عريضة في أجزائها الدنيا ، وتعد دلتا نهر النيجر أكبر دلتاوات القارة تليها دلتا
النيل، غير أن هناك بعض السهول الساحلية المتسعة وان كانت محدودة أبرزها سهل
الجفارة وموزمبيق والصومال والسهول الساحلية لموريتانيا والسنغال. وما يميز الساحل
الافريقي استقامته وقلة تعاريجه ، لذا فهي تعاني صعوبات كبيرة في إنشاء الموانئ
الساحلية لعدم ملائمة الساحل لهذا الغرض
رابعا-
أنهار أفريقيا
يجري في أفريقيا عدد من الانهار المهمة ، مثل
نهر النيل أطول أنهار العالم الذي ينحدر ً من الجنوب إلى الشمال أي من منابعه
استوائية إلى مصبه في البحر المتوسط مارا بنطاق صحراوي شديد الجفاف ، ولولا تعدد
منابعه الاستوائية وغزارة فيضانه السنوي لما استطاع أن يصل إلى البحر، ويليه في الاهمية
نهر الكونغو الذي يجري في غرب أفريقيا الاستوائية
ثم نهر النيجر الذي ينحدر من جبال فوتا جالون ويصب في خليج الكونغو غانا,
ثم نهر الزمبيزي الذي يصب في المحيط الهندي ويعتبر ثالث أنهار أفريقيا طولا بعد
النيل والكونغو ، بالاضافة إلى ذلك يوجد في أفريقيا العديد من الانهار الاخرى مثل
نهر اأورانج ولمبوبو في جنوب القارة وكذلك أنهار جوبا وشبيلي في القرن الافريقي.
ولهذه
الانهار أهمية بالغة في الاقتصاد الافريقي تتمثل في ثلاثة مظاهر رئيسة هي :
الملاحة النهرية والري وتوليد
الكهرباء ، فمن حيث الملاحة فقد لعبت دورا داخل القارة بسواحلها بالرغم من وجود
بعض العوائق التي تعرقل النقل النهري ، وبالتالي تعوق التنمية الاقتصادية في
القارة
. أما استغلال مياه الأنهار في الري فله أهمية
اقتصادية كبيرة في أفريقيا خاصة وأن أكثر من ثلث القارة صحراوي ولا تسقط به سوى
كمية قليلة من المطر تقل عن 25 سنتيمتر ً في السنة ، وكذلك وقوع الجزء الاكبر من
القارة بين المدارين مما يعرض جزءا ً كبيرا من المياه للتبخر والضياع ، لذا فان
إقامة السدود والخزانات يعتبر أمرا وقت الفيضان لاستغالها في إقامة المشاريع
الزراعية الكبرى وكذلك في توليد الطاقة الكهربائية لتعويض ما تعانيه القارة من نقص
في مصادر الطاقة الاخرى
كالفحم والنفط ً لذلك فقد بدأت مشروعات ضخمة لاستغلال مياه الانهار في معظم
أجزائها ، وتنفيذ مشاريع اقتصادية مشتركة بين دول القارة.
المناخ
اولا- :المناخ في فصل الصيف
شهر يوليو:
في هذا الفصل تتعامد الشمس على مدار السرطان
أي على النصف الشمالي من القارة، مما يؤدي إلى ارتفاع شديد في درجة الحرارة على
الصحراء الكبرى ، وتنخفض تدريجياً _كلما اتجهنا نحو الجنوب ، ويسود
الضغط المنخفض على الصحراء الكبرى ، والضغط المرتفع على جنوب القارة مما يؤدي إلى :
أ-هبوب
رياح شمالية شرقية جافة على شمال القارة .
ب-هبوب
رياح جنوبية غربية على ساحل غانا تسبب سقوط أمطار غزيرة تقل كلما اتجهنا شمالا حتى
تنعدم بعد خط عرض 18درجة شمالا .
ج-هبوب
رياح جنوبية شرقية ممطرة على السواحل الجنوبية الشرقية للقارة.
د-هبوب
رياح عكسية شمالية غربية ممطرة على أقصى جنوب غرب القارة.
هــ
- تتلاقى التيارات الهوائية القادمة من المحيطين ،الاطلسي والهندي ، فوق هضبة
الحبشة. و- ينتج
عنها سقوط أمطار غزيرة تتسبب في فيضان نهر النيل .
ثانياً:
المناخ في فصل الشتاء شهر يناير
في هذا الفصل تتعامد
الشمس على مدار الجدي ،أي على النصف الجنوبي للقارة
مما
يؤدي إلى ارتفاع درجة الحارة على نصف القارة الجنوبي ،وتنخفض على النصف الشمالي
خاصة على جبال أطلس ، فيسود الضغط المنخفض في جنوب القارة ، ويتركز على شمالها ضغط
مرتفع مما يؤدي :
أ ـــ
هبوب الرياح الشمالية الشرقية الجافة على شمال القارة.
ب
ـــ هبوب الرياح الجنوبية الشرقية الممطرة على جنوب شرق القارة حيت تسقط أمطارها
على الساحل الجنوبي الشرقي إفريقيا جنوب خط الاستواء وتقل كلما اتجهنا غرباً.
جــ هبوب الرياح
العكسية الغربية الممطرة على سواحل شمال القارة المطلة على البحر المتوسط الاقاليم
المناخية والنباتية
نتيجة لما سبق عرضه
للمناخ في أفريقيا صيفاً وشتاءا ويمكن تقسيم القارة الى الاقاليم المناخية
والنباتية التالية:
1-
إقليم إستوائي وشبه استوائي: يسود بين دائرتي عرض 8 درجات شمالا
و8 درجات جنوباً ويتميز بحرارته الشديدة وغزارة أمطاره طول العام خصوصاً في فصلي
الربيع والخريف ، ونتيجة لذلك تنمو به الغابات الكثيفة الضخمة المتشابكة والاغصان
طويلة السيقان وعريضة الاوراق والنباتات الطفيلية المتسلقة ومن أهم أشجار الغابة الاستوائية
المطاط ، الكاكاو ، نخيل الزيت ، الخيزران ، الماهوجني ، الابنوس ، الباوباب
،الموز وجوز الهند وغيرها من أنواع ذات القيمة الاقتصادية.
يعيش في الغابة الزواحف والحشرات والحيوانات
المتسلقة والطيور ،كما تعيش التماسيح وأفراس النهر في البحيرات الأنهار.
2- الاقليم المداري الداخلي السوداني : يقع
على جانبي الغابة الاستوائية
بين دائرتي عرض 8 درجات 18 درجة شمالا وجنوباً ، ويتميز بصيفه الحار الممطر وشتائه
الجاف ، وتقل الحرارة كلما اتجهنا شمالا وجنوباً ، وتنمو به حشائش
السافانا بأنواعها الطويلة والمتوسطة والقصيرة ،وذلك تبعاً لكمية المطر وتنمو بعض
الاشجار التي تتحمل الجفاف ،مثل السنط والدوم ، كما تعيش فيه بعض قطعان الماشية،
والغزلان ، والسباع ، والنمور ،والضباع ، والفيلة والزراف
3- الاقليم الصحراوي : يمتد
بين دائرتي عرض 18 درجة - 30 درجة شمالا وجنوباً ، ويتمثل في الصحراء الكبرى اكبر
صحارى العالم اتساعاً، ثم صحراء كلهاري في الجنوب الغربي لقارة أفريقيا، وهو إقليم
قاري شديد الحرارة صيفاً خاصة أثناء النهار وشديد البرودة شتاء الليل، نادر المطر
، نباتاته قصيرة متباعدة تتحايل على الجفاف بطرق عديدة .ومن أهم نباتاته أشجار
النخيل والنباتات الشوكية والحلفاء.
4- إقليم البحر المتوسط: يقع
بين دائرتي عرض 40 – 30 درجة شمالا وجنوباً ، ويسود على سواحل البحر المتوسط وفي
أقصى جنوب غرب القارة ، ويتميز بارتفاع الحرارة والجفاف صيفاً والامطار والدفء
،وتنمو به الغابات والاشجار دائمة الخضرة مثل البلوط والبطوم والزيتون والنخيل
شتاء والموالح والصنوبر والفلين وأرز.
5- الاقليم المعتدل الدافئ الساحلي : يتمثل هذا الاقليم
في السواحل الجنوبية الشرقية للقارة جنوب مدار الجدي، ويتميز بأنه تنمو فيه غابات
دائمة الخضرة مثل أشجار الكافور ً غزير المطر صيفاً دافئ ممطر شتاء والصفصاف ، وقد
تحول معظم إقليم إلى مزارع واسعة لقصب السكر والارز والذرة .
6- الاقليم المعتدل الدافئ
الداخلي الاستبس : يقع
إلى الغرب من الاقليم المعتدل الدفيء الساحلي وهو حار ممطر صيفاً حار جاف ، تنمو
فيه حشائش الاستبس التي تخضر وتزهر في فصل المطر وتجف مع فصل ً شتاء الجفاف
7-الإقليم
الموسمي
: يتمثل في الوديان المنخفضة في هضبة الحبشة حيث تسود
الحرارة طول العام والامطار الغزيرة في الصيف ، أما على المرتفعات فتنخفض الحرارة
تدريجياً وتبعاً لذلك تتدرج الحياة النباتية بحسب الارتفاع ، ففي الوديان تنمو
الغابات المدارية وعلى سفوحها المرتفعة تنمو الحشائش وأشجار الاقاليم المعتدلة .
السكان
يسكن قارة أفريقيا عدد
من المجموعات البشرية ويتحدثون بلغات متعددة، منهم الاقزام الذين يعيشون في
نطاق الغابات الاستوائية ثم البوشمن والهونتوت جنوب غرب القارة ، والزنوج في جنوب
الصحراء الكبرى والقرن الافريقي ، والنيليون الحاميون في أعالي حوض النيل وهضبة
شرق أفريقيا ثم القوقازيون الحاميون
والساميون القادمون من الجزيرة العربية في فترة متأخرة والذين يعيشون في شرق وشمال
أفريقيا ومن بينهم ً ارتفاع العرب وقدر عدد السكان أفريقيا عام 1981 بحوالي 500
مليون نسمة ، ونظرا معدل الخصوبة بين سكان القارة وانخفاض معدل الوفيات الناتج عن
التحسن النسبي في مستوى المعيشة وانتشار الوعي الصحي أدى إلى ارتفاع الزيادة
الطبيعية في السكان3 % نسمة وبلغ عدد
السكان عام 2012م حوالي مليار ويتركز
السكان على النحو التالي :
مناطق
قليلة السكان وتتمثل في المناطق الصحراوية والمناطق الاستوائية وبعض المناطق
الجبلية مثل جبال البحر الاحمر وهضبة الاحجار وتيبستي .
مناطق
كثيرة السكان وتتمثل في:-
أ-السهول
الفيضية الخصبة مثل سواحل نهر النيل – نهر النيجر – نهر الكونغو وغيرها.
ب-السهول
الساحلية مثل سواحل البحر المتوسط وسواحل جنوب أفريقيا وسواحل المحيط الهندي
وسواحل المحيط الاطلسي
ج- مناطق مرتفعة
الكثافة السكانية في بعض الدول بسبب اعتدال المناخ وارتفاع السطح مثل أوغندا
وكينيا و تعتبر قارة أفريقيا شابة إذ ترتفع بين سكانها نسبة صغار السن ما دون 20
سنة وتنخفض فيها نسبة الكهول . والسكان في أفريقيا موزعون توزيعاً
غير عادل وقد ترتفع الكثافة السكانية في منطقة وقد تكون متوسطة في أخرى ، وقد
تنخفض أو تقل في بعض المناطق وذلك لعدة أسباب منها
1-اتساع
الصحاري وقسوة الظروف المناخية .
2-انخفاض مستوى المعيشة
وانتشار الامراض والاوبئة في بعض المناطق مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين
السكان
.
3- دور الاستعمار وما لعبته تجارة
الرقيق التي سادت في فترة الاستعمار الاوربي للقارة.
موارد
الثروة الاقتصادية
من
الحقائق الاقتصادية المهمة في أفريقيا أن مواردها الطبيعة والبشرية لم تستغل استغلالا
كاملا ،ومعظم سكانها مازالوا يعتمدون في حياتهم الاقتصادية على حرفتي الزراعة
والرعي ،وقد انتشرت حرفة التعدين في بعض المناطق وان اقتصرت على الاستخراج
والتصدير فقط كما في شمال القارة وجنوبها مما كان له الاثر الكبير في تطور الحياة
الاجتماعية أما الصناعة فهي بسيطة ومحلية وتتركز في بعض المدن الرئيسية ، وفيما
يلي عرض موجز أهم الموارد الاقتصادية في قارة أفريقيا.
أولا:
الموارد الزراعية : تسهم
الزراعة في أفريقيا بحوالي40% من الناتج الاقتصادي وبحوالي60% من جملة صادرات
القارة ويشتغل بها أكثر من 70%من جملة القوى المنتجة ومع ذلك فهي تستورد بعض
المنتوجات الزراعية ،ومن أهم هذه المحاصيل :
1- الحبوب : ويأتي
في مقدمتها القمح الذي تنتج منه القارة حوالي 2% من الانتاج العالمي وتتركز
معظم زراعته في الاطراف الشمالية والجنوبية للقارة حيت المناخ الملائم إنتاجه ، يليه
الشعير الذي ينتج معظمه في الوطن العربي الافريقي وتنتج القارة منه حوالي 3% من الانتاج العالميً لتوفر الظروف الملائمة إنتاجه
فمن المتوقع زيادة هذه النسبة ، اما الارز فان زراعته تتركز حول الانهار حيث تتوفر
المياه ودرجة الحرارة ، وقد بلغ إنتاج القارة حوالي 2.5 % من إنتاج العالم ، ثم
الذرة بنوعيها حيث تنتج القارة منها حوالي 9% من إنتاج العالم وتتركز زراعتها في
وادي النيل ودلتاه
.
2-الغلات
النقدية : يأتي
في مقدمتها زيت النخيل الذي تنتج منه القارة حوالي 8% من إنتاج العالم وتتركز معظم
زراعته في نيجيريا وزائير، يليه في الاهمية الزيتون حيث تنتج القارة حوالي 15% من
إنتاج العالم من زيت الزيتون ، وأشهر مناطق زراعته السواحل والمرتفعات الشمالية
المطلة على البحر المتوسط ، أما الفول السوداني فتتركز زراعته
في كل من نيجيريا وجنوب أفريقيا وحوض نهر النيل الاعلى وقد بلغ إنتاج
القارة منه حوالي 27% من إنتاج العالم ، كذلك تنتج القارة القطن بنوعيه قصير وطويل
التيلة وتتركز زراعته في حوض نهر النيل ودلتاه حيت توفرت المياه ودرجة الحرارة الملائمة
إنتاجه وتسهم القارة بنسبة 10% من إنتاجه العالمي 90% منه في الوطن العربي . وتنتج
قارة أفريقيا حوالي 69% من الكاكاو في العالم و28% من إنتاج البن العالمي وحوالي 5% من
إنتاج التبغ العالمي كما تنتج القارة 75% من الصمغ العربي وكذلك من الموز والتمر
الذي تنتشر زراعة أشجاره في الواحات وسواحل البحر المتوسط.
ثانياً:
الموارد الغابية والحيوانية : تختلف
باختلاف الظروف المناخية والاقاليم النباتية ، وبالرغم من المساحات الشاسعة التي
تشغلها الغابات الا أنها تساهم بنسبة
قليلة في صناعة الاخشاب والمنتجات الاخرى التي تقوم عليها بسبب تخلف القارة
اقتصادية وعلمياً ، وأهم موارد الغابات في أفريقيا المطاط حيث مازال يجمع من
أشجاره البرية في كل من نيجيريا وغانا وبنين وساحل العاج ، وبالاضافة إلى أشجار
الغابة الافريقية التي سبق الحديث عنها في الفقرة السابقة وهي نخيل الزيت والكاكاو
والموز وأشجار الصمغ العربي ،تنمو في القارة أشجار أخشاب مثل الابنوس والساج
والماهوجني . أما الثروة الحيوانية في أفريقيا
فرغم اتساع المراعي بها خاصةً في إقليمي السافانا والاستبس فان هذه الثروة تعوزها
الرعاية والاهتمام التي تتمثل في زراعة أنواع جيدة من الاعلاف وتوفير المياه في
المناطق الرعوية ومقاومة الامراض والاوبئة التي تصيب الحيوانات وفي تحسين السلالات وأهم
الحيوانات الابقار والجاموس حيث تربى في وادي النيل وجنوب أفريقيا والحبشة ، أما الاغنام
والماعز فهي تربى في معظم أنحاء أفريقيا ، كما تنتشر الابل على أطراف الصحراء الافريقية
حيث تعتبر سيدة الحيوانات دون منازع في تلك المناطق ، ولهذه الحيوانات أهمية كبيرة
لدى الاسرة الافريقية للحصول على ألبانها ولحومها وجلودها وأصوافها وأوبارها بالاضافة
إلى استخدام بعضها في النقل والمواصلات وبعض العمليات الزراعية . أما بالنسبة للثروة
السمكية فهي قليلة في أفريقيا إذا ما قورنت بإنتاج القارات الاخرى حيث تتعدى 7% من
إنتاج العالم ويرجع ذلك إلى ضيق الرصيف القاري باستثناء شمال غرب القارة وجنوبها
وعدم وجود أساطيل صيد حديثة لها القدرة على التوغل في المحيطات ، و قلة إنتاج
المياه العذبة الداخلية من الاسماك .
ثالثاًـ
الموارد المعدنية ومصادر الطاقة : مما
لا شك فيه أن أفريقيا أغني قارات العالم بالثروة المعدنية خصوصاً في نصفها الجنوبي
.وأهم هذه المعادن
: الذهب والماس ،الكوبلت ،الكروم ،النحاس، الفوسفات،
المنجنيز، الحديد ،البوكسيت، الرصاص ،الفضة، اليورانيوم .